نشر حساب الرئاسة السورية، الإثنين، أول بيان صادر عن الرئيس المخلوع "بشار الأسد" بعد فراره من سوريا، ضمّن في طياته كل التفاصيل التي تتعلق بيوم السقوط حتى لحظة فراره من سوريا إلى روسيا.
وأكدت الرئاسة، أنه وبعد
عدة محاولات غير ناجحة لنشر هذا البيان عبر وسائل الإعلام العربية والأجنبية،
كانت الطريقة الوحيدة المتاحة لنشره عبر منصات التواصل الإجتماعي لرئاسة
الجمهورية السابقة.
ووفق البيان الذي اطلعت عليه "النهرين" كشف الأسد عن تفاصيل هروبه، حيث قال إنه ومع تمدد الإرهاب في سوريا ووصوله للعاصمة دمشق مساء السبت السابع من ديسمبر، بدأت الأسئلة تُطرح حول مصير الرئيس ومكانه، وسط سيل من اللغط والروايات البعيدة عن الحقيقة.
وأكد الأسد بأنه لم
يغادر سوريا خلال الساعات الأخيرة من
المعارك بشكل مخطط له كما أشيع، مشيراً إلى أنه بقي في دمشق يتابع مسؤولياته حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد السابع من شهر ديسمبر الجاري.
وأردف بالقول، إنه ومع تمدد الإرهاب داخل دمشق،
انتقل بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها، وعند
الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبين انسحاب القوات من كافة خطوط القتال وسقوط آخر
مواقع الجيش.
وأضاف، إنه ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسير وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر، أي في اليوم التالي لسقوط دمشق، وبعد سقوط آخر المواقع العسكرية وما تبعه من شلل باقي مؤسسات الدولة.
وبين أنه خلال تلك الأحداث لم يُطرح موضوع اللجوء أو التنحي من قِبله أو من قبل أي شخص أو جهة، مؤكداً أن الخيار الوحيد المطروح كان استمرار القتال دفاعاً في مواجهة الهجوم الإرهابي.
وأكد بشار الأسد،أنه لم يكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل اعتبر نفسه صاحب مشروع وطني استمد دعمه من شعب آمن به.
وختم الأسد بيانه، قائلاً: "مع سقوط الدولة بيد الإرهاب، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى معه لبقاء المسؤول فيه ، هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التخلي عن الانتماء الوطني الأصيل إلى سورية وشعبها، انتماءً ثابتاً لا يغيره منصب أو ظرف، انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سورية حرة مستقلة".