خاص النهرين :
لا يوجد جنون
في تسارع الاحداث على رقعة الشطرنج العالمية كالذي يجري الان .. انه تسارع
مشوب بامكانية التراجع عن المواقف والاراء
من الضفة الى الضفة برمشة عين او ربما الايحاء بالمرونة التي تم فرضها على الخيار
الامريكي فرضا في مواجهة لم تكن محسوبة بشكل دقيق مع الصين اضطرت الولايات المتحدة
الى التراجع عن خطة حصار التنين والجلوس معه على طاولة المفاوضات ليبشر الرئيس
الامريكي ترامب من الرياض بالتوصل الى اتفاق مع بكين توضع عليه اللمسات الاخيرة ..
اتفاق ال"90 يوما " بين الصين
وامريكا , تاثير حرب الهند والباكستان
وهذا التبدل بالمواقف له ما يبرره بعد الاطلاع
على نتائج المغامرة الهندية التي كانت خسائرها ضربة اقتصادية عسكرية للمعسكر الغربي بكل المقاييس وان كانت بحرب لا مباشرة فقد وضعت تجارتها
الحربية على المحك وصفقاتها بامتحان صعب
وخصوصا فرنسا التي اصبحت طائراتها تقريبا
"خارج مهب الريح" بعد ان
تم اسقاط خمسة منها تملكها الهند بطائرة صينية من طراز " تشنغ دو10 "
التي هي اقل تكلفة من رافال الفرنسية بثلاث مرات لينخفض فجاة الطلب على السلاح الغربي عامة بنسبة
"0.05" مقابل ارتفاع
بالطلب على صفقات السلاح الصيني بنسبة" 20%" خصوصا بعد اعلان الباكستان انها اسقطت "77" طائرة
مسيرة هجومية تعد فخر الصناعات الاسرائيلية .. لتجبر الهند "المهاجمة اولا
" للجلوس الى طاولة المفاوضات بتدخل
امريكي دبلماسي سريع عال المستوى ,ولم يكن مستغربا ان يصرح الرئيس الامريكي ترامب وقتها ان ما يجري
بين الطرفين"حماقة" بعد ان كان يرمي سابقا طرفا واحدا في عام 2018 وهي الباكستان بتلك
"الحماقة " حيث وقتها اننا
دعمنا باكستان ب 33 مليار دولار على مدى 15 عاما
ممتعضا من ارتمائها "بعقوق"
في احضان التنين الصيني ...
"الاقتصاد محرك
الاحداث"
وقول ترامب انه منع حربا نووية باقناع الهند وباكستان بالجلوس للمفاوضات
يترجم اقتصاديا بطريقة اخرى هو ان ترامب
سارع لايقاف حرب اثبتت جدارة سلاح الصين وقوتها سياسيا وتجاريا وجعلتها اقرب لكسر
الطوق الامريكي.. بدلالة ان الولايات المتحدة سارعت الى عقد اتفاق مع الصين في جنيف حيث أن الولايات المتحدة ستخفض الرسوم الجمركية
على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، فيما ستخفض الصين الرسوم الجمركية على
الواردات الأمريكية من 125% إلى 10%. ويسري هذا الخفض لمدة 90 يوما.
قرار عراقي يستفز ايران .." التلويح
بخيار التهريب "
والتاثير الامريكي الاقتصادي على العراق استفز
بوضوح ايران التي صرحت غرفة تجارتها محتجة
على زيادة الرسوم على الحديد الايراني المستورد للعراق وسلع اخرى حيث بادرت بتصريح عجيب لكنه صريح : "ان تهريب السلع للعراق ليس بالمهمة الصعبة باي وقت جيئة وذهابا" . وقال عضو مجلس إدارة غرفة التجارة الإيرانية
العراقية المشتركة حميد حسيني إن الزيادة الأخيرة في الرسوم الجمركية التي وضعها
العراق على استيراد حديد التسليح مثيرة للقلق لأن رسوم استيراد هذا المنتج ارتفعت
من 20 إلى 30 في المائة، وهذا قد يقلل من القدرة التنافسية لمصنعي الصلب
الإيرانيين في السوق العراقي
"عرض خاص لايران مع ضغط مستمر"
ولا تملك الولايات المتحدة خيارات التحدي المطلق
امام تعدد الجبهات فعمدت الى سياسة
التهدئة والاتفاقات ليعلن ترامب انه قدم
عرضا مناسبا لايران وهذا "العرض لن
يكون مفتوحا للابد" أي ان المبادرة هذه المرة جاءت من الولايات المتحدة
باعتراف رئيسها ترامب لكن الضغط الامريكي
على ايران مازال قائما لا سيما بتقليص
نفوذها الذي "يبيض لها ذهبا استراتيجيا في العراق" و بدا الضغط واضحا في تقليل اعتماد العراق على الغاز الايراني ودفع
شركات مثل جنرال الكترك وسمنز " المتخالفتان
عادة " الى التحالف في مشاريع
انتاج الطاقة بالمحطات التوربينية المزدوجة
ذات الانتاج العالي والتكاليف الاقل ..
وبموجب التعاقدات الجديدة من المحتمل
تزويد العراق ب 4 كياكا واط في
غضون صيفين والوصول الى 7 ميكا واط في غضون خمس سنوات لو تمت التعاقدات بنجاح ..
نهاية قريبة للحرب في اوكرانيا .. خيارات
"الجيو سياسة والجيو تاريخ "
اما على الجبهة الاوكرانية فتبعات الحرب
الاقتصادية الثقيلة تترك امام الولايات المتحدة خيارا واحدا هو السعي لانجاح
مباحثات الاعلان عن نهاية الحرب وليس بعيدا
ان يتم هذا الاعلان الاسبوع المقبل من تركيا وهذا يتضمن مفردات جوهرية يجب حسمها, فروسيا حتى وان ابدت ربما مرونة
في النواحي "الجيوتاريخية "
فانها لن تتساهل مطلقا في اعادة
ترتيب انتشار صواريخ الناتو وفق خارطة "جيوسياسية " جديدة وضعت عليها روسيا بصمات بالدم لا سيما وان نشر الصواريخ الناتو متوسطة المدى في اوربا الشرقية ومتاخمات
روسيا كانت اهم الاسباب لاندلاع
الحرب الاوكرانية