الاخبار العاجلة البث المباشر
Header Image

 ماذا يعني حل حزب العمال الكردستاني للعراق .. نعمة ام نقمة ؟

logo.png
time.png ١٢ مايو ٢٠٢٥
time.png عدد المشاهدات: 574751


خاص " النهرين


كما كان متوقعا فان حزب العمال الكردستاني رسميا  اعلن القاء السلاح وحل حزبه على دعوة من مؤسسه المسجون لدى تركيا عبد الله اوجلان  .. والحقيقة  فان البيان كان جاهزا منذ الجمعة الماضي وتاخر اعلانه الرسمي  بسبب  "مطالبة قيادات الحزب" تاكيد الضمانات التركية والدولية والاقليمية للمكاسب التي من الممكن ان يحصل عليها الاكراد المنتمون للحزب من قرار حله .


ووفق اطراف كردية فان هذه الضمانات تشمل - الوعد باعداد "دستور جديد لتركيا" يكفل ان "تركيا وطن قومي للاكراد والاتراك" - و"اطلاق سراح عبد الله اوجلان والمعتقلين من ابناء حزب" -  وزيادة تمثيل الاكراد في البرلمان التركي ,  وهذه الشروط تمت بضغط امريكي ووساطة حزب المساواة والتنمية الذي يعتبر ذراعا سياسيا  لحزب العمال الكردستاني ..


وطبعا هذه الشروط  لن يتم تنفيذها" بالعصى السحرية " لذلك يرى مراقبون ان الطريق نحوها سياخذ  وقت اطول من المتوقع , وعليه على الجميع  ان يضع " آلية " التحول من الكفاح المسلح نحو المسار السياسي  بلباس مدني – بما في ذلك آلية  التعامل مع سلاح الحزب المبني على اسس قومية  باجابة مضمونة لسؤال :

 "هل سيتم الاكتفاء بايقاف العمليات المسلحة فقط, ام سيتم نزع ممنهح لسلاح  حزب العمال الكردستاني ؟  ."

 


ويحذر مراقبون من مماطلة كل الاطراف المعنية بالموضوع على حساب العراق ..

 

 فتركيا وان كانت  تريد طي صفحة النزاع "الصفري" مع الاكراد والذي كلفها الكثير لكنها قضمت مساحات لا يستهان بها من  شمال العراق بل وانها انشأت قواعد عسكرية هناك مستندة للاتفاقات الامنية مع العراق واخرها الاتفاق مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في كانون الاول من العام الماضي..


كما ان  العمال الكردستاني وان كان  محظورا  لدى دول الجوار الا انه  كان يجد بحبوحة بالعمل في العراق -مع انه حارب القوات الاتحادية  في استفتاء 2019-  ومع ذلك فانه هنالك مكاتب لمنظمات تمثله في  بغداد العاصمة !.. ولهذا تفسير :-


فهذا الحزب  المسلح بانخراطه بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" لطالما كان يقوم بمهمة هي بالاساس واجب القوات العراقية بالتصرف كحائط صد امام تسلل الجماعات الارهابية المسلحة من سوريا " داعش " او غيره  ,


ولم يكن غريبا ابدا ان يهنيء  وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تركيا على الاتفاق مع حزب العمال الكردستاني، عادًّا أنه يشكل "لحظة فارقة" على صعيد استقرار المنطقة،


لكن  ورغم تفاؤل  البعض بان ايقاف النزاع المسلح بين تركيا وحزب العمال سوف يعيد "الحياة مع السلام"  للمنطقة وخصوصا شمال العراق, لكن لم  يشر احد الى انه هل ستسمح تركيا لقرى  حزب العمال والتي تربو على "الالف"  بالتوطين  جنوب البلاد ام ان العراق سوف يشهد نزوحا  غير مسيطر عليه من الحكومة الاتحادية للعوائل الكردية الى مناطق سهل نينوى  عدى كردستان .


 واين ستذهب  القوات التركية اذا انسحبت من العراق  "لو انسحبت اساساً " ,ومن الذي سيحل مكانها؟



هل ستكون القوات الامريكية التي من المفروض ان تغادر العراق نهاية 2025 ما عدى كردستان حيث خطط لتبقى هناك لنهاية 2026 ,


ام ان المجال سوف يتاح لقوات الجيش الاتحادي العراقي لتثبت  بغداد سيطرتها ومركزيتها.. هذه المركزية التي يشكك البعض بانها مرحب بها من  قبل حكومة  كردستان.  والحقيقة للحكومة العراقية تجربة سيئة مع حزب العمال الكردستاني  الذي اصطدم بالقوات الاتحادية في كركوك في ازمة الاستفتاء على الانفصال التي اعلنها الزعيم الكردي مسعود بارزاني عام 2019 .. ومع ذلك يرى المتفائلون إن "نزع سلاح حزب العمال سيقود إلى انسحاب تركيا من الأراضي العراقية (إقليم كردستان) بموجب الاتفاقية الأمنية المبرمة بين بغداد وأنقرة في نهاية العام الماضي ومع ان  تركيا تمتلك  76 موقعاً عسكرياً في إقليم كردستان، من بينها 67 مقراً و9 قواعد عسكرية، يقع نحو 50 منها ضمن حدود محافظة دهوك، تشمل 23 مقراً في مناطق العمادية، شيلادزي، كاني ماسي، بامرني، وديرلوك، و18 مقراً في زاخو، كما توجد 9 قواعد عسكرية، 6 منها في حفتانين و3 في سيدكان..


 فهل ستتخلى تركيا عنها ببساطة لمجرد وعد بالقاء سلاح  حزب العمال الكردستاني  بدون ان تحقق كفالة طي هذه الصفحة الى الابد بحروف كتبت بالدم منذ عام 1978.


برمجة و تطوير قناة النهرين | جميع الحقوق محفوظة © 2024