على وقع احداث حديقة الشواف.. قرارات حكومية لتطويق الأزمة وإتهامات نيابية لجهات تحرَض على التظاهر

ضجت منصات التواصل الاجتماعي، ومواقع الاخبار، بتظاهرات خريجي المجموعة الطبية المطالبين بالتعيين والذين تجمعوا في حديقة الشواف أمام بوابة المنطقة الخضراء من جهة وزارة التخطيط..

وهذه الحديقة، ومنذ انتهاء تظاهرات تشرين، أصبحت الموقع البديل للمتظاهرين عن ساحة التحرير، ودائما ما تشهد بشكل متواصل تظاهرات لعدة فئات، من المطالبين بالتعيين او أصحاب المطالب الأخرى، حتى بات مشهد انتشار قوات مكافحة الشغب حول محيط حديقة الشواف مشهداً مألوفا للمواطنين البغداديين المارين في هذه المنطقة.

وبحسب ما وصل لـ "النهرين"، من مقاطع فيديو، فأن مئات الخريجين من المجموعة الطبية، خرجوا اليوم في تظاهر، هي الأكبر لهم، منذ فترة، وانتشروا في المربع المحصور بين تقاطعي جسر الجمهورية من جهة كرادة مريم، وجسر السنك من جهة منطقة الصالحية، للمطالبة بالتعيين استنادًا لقانون التدرج الطبي رقم 6 وتعديلاته لسنة 2000 الذي يلزم الحكومة تعيينهم على ملاك مؤسسات وزارة الصحة، وعندما حاولوا التجمع أمام بوابة المنطقة الخضراء، من جهة وزارة التخطيط، قوبلوا بـ "رد قاسي" من قبل قوات مكافحة الشغب التي انتشرت بشكل مكثف وطوقت تظاهرات الخريجين.

مقاطع الفيديو، أظهرت عنفاً مفرطاً وتعاملاً قاسياً من قوات مكافحة الشغب، تجاه المتظاهرين، ما دفع ناشطين وصحفيين وفئات مجتمعية كثيرة، لاستنكار ما حصل تجاه المتظاهرين العزل في "حديقة الشواف"، واطلقوا عدة هاشتاكات لتوثيق ما حصل، مثل "#مجزرة_الشواف"، و"#الثلاثاء_بالخضراء"، مذكرين الجهات الحكومية، بأن مثل هذه المشاهد العنيفة بحق المتظاهرين العزّل، ستدفعهم للتظاهر من جديد، وبسقف مطالب مرتفع، ولن يكون هذا العنف، الا نقطة بداية لتظاهرات قد تكون أكبر، مطالبين القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، بفتح تحقيق عاجل مع القوة، التي كان من المفترض عليها حماية المتظاهرين، ومعرفة العناصر الذين تعمدوا استخدام العنف والقوة والضرب بالعصي الكهربائية على المتظاهرين والمتظاهرات العزّل، المطالبين بالتعيين.

التظاهرات، تزامنت مع الجلسة الأسبوعية الاعتيادية لمجلس الوزراء، وكانت احدى مخرجات الجلسة، هي تشكيل لجنة برئاسة وزير الصحة لبحث موضوع زيادة عدد درجات المهن الطبية والصحية على أن تنهي توصياتها خلال أسبوع.

بالمقابل اتهمت لجنة الصحة النيابية، جهات لم تسمها، بتحريض الخريجين على التظاهر، ودعتها للتوقف عن هذا التحريض، وقالت في بيان لها، تابعته "النهرين"، بأن هذا التحريض "سيزيد الأمور تعقيداً"، بحسب تعبيرها، كما توجهت بالشكر لموقف السوداني الداعم للخريجين من خلال موافقته مبدئيًا على توفير الدرجات الوظيفية لهم بإنتظار قرار وزارة المالية بهذا الشأن، وأبدت أسفها الشديد لتعرض عدد من المتظاهرين للإصابة او الاعتقال.