بينما تجري مفاوضات الهدنة بين لبنان وإسرائيل بوتيرة متصاعدة، رجح مراقبون
عراقيون، تعرض العراق لاستهداف عسكري إسرائيلي، بعد الشكوى التي تقدمت بها حكومة
بنيامين نتنياهو، ضد العراق، بوصفها ذريعة لهذا الاستهداف.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر مقربة من الحكومة لـ "النهرين"،
عن تقديرات للاهداف المتوقع ان يتم استهدافها من قبل إسرائيل، وأكدت بان هذه
التقديرات "مقلقة" بشأن الأمن القومي، وتشير إلى إمكانية تعرض البلاد
الى قرابة 300 هجوم، في غضون 3 أيام، من دون ان تحدد هذه المصادر طبيعة الأهداف
ونوعيتها.
ذات المصادر اكدت بان هذه التقديرات جاءت من حلفاء دوليين كبار، تتقدمهم
الولايات المتحدة، وحلفاء ثانويين، ومن أطراف عراقية متداخلة في التطورات
الإقليمية الراهنة..
ذات المصادر تحدثت عن مطالب أمريكية للحكومة العراقية بضرورة منع الفصائل
المسلحة من استخدام أراضيها بضرب أهداف إسرائيلية، وأنها استنفدت كل وسائل الضغط
على إسرائيل لمنع الأخيرة من الرد، أكد المراقبون امتلاك إسرائيل لبنك أهداف
عراقية واسعة، وأجمعوا على عدم امتلاك بغداد لأي دفاعات جوية تمكنها من الرد، وهذا
ما أكده أيضا وزير الخارجية فؤاد حسين، في لقاء متلفز تابعته "النهرين"،
في وقت سابق، حيث قال بأن "واشنطن تضغط على تل ابيب لعدم استهداف العراق، لكن
هذا الضغط لن يستمر".
وتابعت "النهرين" آراء وتصريحات لمحللين ومراقبين سياسيين اكدوا
فيها بأن "شكوى الكيان الصهيوني ضد العراق في مجلس الأمن الدولي، تؤكد بأن
هذا الكيان ينوي وبشكل حقيقي تنفيذ عدوان على الأراضي العراقية، ولذا فإنه ذكر في
شكواه بأنه يحتفظ بحق الرد على عمليات الفصائل العراقية"، وهذا ما تحدث به
المحلل السياسي مجاشع التميمي الذي رجح "حتمية العمل العسكري الإسرائيلي على
أهداف عراقية بعد هذه الشكوى، فالكيان الصهيوني يهدد ويلمح منذ فترة طويلة بالرد
على عمليات الفصائل المسلحة العراقية"، مستدركا "لكن تلك الأهداف
مجهولة، فهل هي منشآت رسمية وحكومية أم تقتصر على مقار الفصائل واستهداف
قياداتها".
وحول قدرة العراق من الناحية العسكرية، يذهب إلى أنه "غير قادر
بالتأكيد على الدخول بأي مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني، فهو لا يستطيع منع أي
عدوان صهيوني مرتقب، بسبب عدم امتلاك الدفاعات الجوية العراقية لردع أي هجوم
صاروخي أو من خلال الطيران الحربي أو حتى المسير المتطور".
من جهته، يقول الخبير العسكري صفاء الأعسم، إن "إسرائيل تريد من خلال
الشكوى ضد العراق أمام مجلس الأمن الدولي، توسيع الحرب في منطقة الشرق الأوسط، فهي
تريد وضع الجغرافية العراقية ضمن دائرة عملياتها العسكرية، خاصة وأنها تملك بنك
معلومات مهم عن العراق".
ويرى الأعسم، أن "المعلومات التي تمتلكها إسرائيل بشأن العراق مصدرها
الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسيطر على الأجواء العراقية، وكذلك متدخلة في
الكثير من الملفات العراقية الأمنية والعسكرية، وحتى السياسية وغيرها، ولهذا
واشنطن سوف تسهل أي عملية لإسرائيل لتنفيذ أي ضربة مرتقبة".
ويؤكد أنه "من الناحية العسكرية العراق لا يملك أي منظومات دفاع جوي
حقيقية يمكن من خلالها أن تتصدى لأي عدوان إسرائيلي مرتقب، ولذا فالعراق مطالب
بالضغط على التحالف الدولي، بقيادة واشنطن بالالتزام بتأمين الأجواء العراقية ومنع
أي اختراق لها".