دراسة جديدة كشفت عن تأثيرات بيئية محتملة على تطور الدماغ لدى الأطفال في مراحل مبكرة من الحياة، حيث أظهرت أن تلوث الهواء الذي تستنشقه النساء الحوامل قد يزيد من خطر إصابة أطفالهن بالتوحد.
واستندت الدراسة إلى مراجعة لأبحاث حديثة، أوضحت أن الأطفال ذوي الاستعداد الوراثي للتوحد الذين تعرضوا لأربعة ملوثات هواء شائعة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب.
الباحثون يعتقدون أن هذه الملوثات، عند استنشاقها خلال الحمل أو الطفولة المبكرة، قد تصل إلى الدماغ عبر مجرى الدم، حيث تتجاوز الحواجز الوقائية، مما يؤدي إلى التهابات تؤثر على تطور الأعصاب ووظيفتها.
وقد تزامنت هذه النتائج مع زيادة ملحوظة في معدلات التوحد عالمياً، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن ما يقرب من 3% من الأطفال في الولايات المتحدة يعانون من اضطراب طيف التوحد.
وأشار الدكتور هيثم أمل، الباحث في الجامعة العبرية، إلى أن فريقه يركز على دور أكسيد النيتريك، غاز ينبعث من حرق الوقود، كجزء من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية.
وفي الورقة المنشورة في مجلة Brain Medicine، راجع فريقه دراسات على البشر والفئران وركز على أربعة ملوثات: الجسيمات الدقيقة، أكاسيد النيتروجين، ثاني أكسيد الكبريت، والأوزون، وهي ملوثات تنبعث من السيارات ومحطات الطاقة ومواقع البناء.
وجدت الدراسة أن الأطفال الذين تعرضوا لمستويات عالية من هذه الملوثات وكان لديهم استعداد وراثي للتوحد كانوا أكثر عرضة للإصابة مقارنة بغيرهم.
ودعمت الدراسات السابقة هذه النتائج، حيث أشارت أبحاث من جامعة هارفارد إلى أن التعرض للجسيمات الدقيقة قد يزيد من خطر التوحد بنسبة تصل إلى 64% في الطفولة المبكرة و31% أثناء الحمل.
ورغم عدم اليقين حول الأسباب الدقيقة، تشير الفرضيات إلى أن الملوثات قد تسبب التهابات عصبية تؤثر على تطور الدماغ أو تعطل إنتاج المواد الكيميائية الدماغية مثل الدوبامين والنورإبينفرين.
وفي الوقت نفسه،زيادة وعي المجتمعات بالتوحد قد تكون أحد العوامل المساهمة في ارتفاع معدلات التشخيص.