سيعقد مجلس الأمن الدولي، مساء الثلاثاء، جلسة خاصة لمناقشة أزمة المجاعة المتفاقمة في شمال غزة، وذلك بناءً على طلب من الجزائر وغيانا وسلوفينيا وسويسرا.
ويأتي طلب الجلسة في أعقاب تقرير صادر عن لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي لجنة تضم خبراء دوليين مستقلين في الأمن الغذائي والتغذية.
وقد حذّر التقرير من خطر حدوث مجاعة وشيكة ومرتفعة الاحتمال في شمال غزة، نظراً للتدهور السريع في الأوضاع هناك.
وأكدت اللجنة على ضرورة التحرّك الفوري من قبل جميع الأطراف لتجنب كارثة وشيكة، مشددة على أن الاستجابة يجب أن تكون خلال أيام وليس أسابيع.
وأشار جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية لدى برنامج الأغذية العالمي، إلى أن احتمال حدوث مجاعة في شمال غزة يزداد مع استمرار النزوح الواسع، وتراجع التدفقات التجارية والإنسانية إلى غزة، وتدمير البنية التحتية والمرافق الصحية، إلى جانب الصعوبات التي تواجهها الأونروا في عملها.
وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي شهد "انخفاضا كبيرا في عدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر تشرين الأول/أكتوبر"، مشيرا إلى أن 58 شاحنة فقط تدخل يوميا، مقارنة بنحو 200 شاحنة خلال الصيف.
وأكد أن معظم هذه الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية، وأن انخفاض تدفقات المساعدات أسهم في تضاعف أسعار المواد الغذائية في شمال غزة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث باتت أعلى بحوالي عشرة أضعاف مما كانت عليه قبل اندلاع الأحداث في أكتوبر. وشدد على أن هذه الأوضاع تذكّر العالم بضرورة توجيه أنظاره نحو غزة والتحرك العاجل.
من جهتها، قالت ستيفاني تريمبلي، المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة، إن القانون الدولي الإنساني يلزم بضمان وصول المدنيين إلى ضروريات الحياة، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الطبية والمساعدات الحيوية الأخرى.
وأكدت على أن زملاءها في العمل الإنساني يشددون على ضرورة حماية المدنيين في شمال غزة وجميع أنحاء القطاع.
وفي الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر 2024، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا جديدا في شمال قطاع غزة، وفرضت حصارا مشددا ومنعت تدفق المساعدات الإنسانية وامدادات الدواء والماء والغذاء، وحاصرت المستشفيات ما تسبب بخروج معظمها عن الخدمة، وقصفت مراكز الايواء.
وتواصل قوات الاحتلال عدوانها على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود.