أكدت وزارة النقل، الجمعة، أن النفق المغمور هو البذرة الأساسية لطريق التنمية، وفيما أوضحت أهميته الاستراتيجية لميناء الفاو، بينت سبب اختيارها النفق المغمور بدلا عن الجسور.
ويقول وزير النقل رزاق محيبس السعداوي خلال مؤتمر صحفي إن "مشروع النفق المغمور في ميناء الفاو من مشاريع البنى التحتية المهمة؛ كونه سيختصر الوقت والجهد والكلفة من مسافة 200 كيلومتر إلى 62 كيلومترا فقط"، لافتا إلى، أن "عملية الغمر للقطع الكونكريتية العشرة في النفق المغمور وصلت إلى طول (1226) متراً".
وأوضح، أن "الأسباب التي جعلت وزارة النقل تتجه نحو إنشاء النفق
المغمور بدلاً من الجسور تتعلق بكون النفق أكثر أماناً من الجسور، فضلا عن كون
التربة الموجودة لقناة خور الزبير تصلح لبناء الأنفاق ولا تصلح لبناء الجسور،
بالإضافة إلى أن القطع البحرية عالية الارتفاع وتحتاج إلى جسور عالية جدا وبالتالي
هذه تشكل كلفة اقتصادية كبيرة"، مبينا، أنه "إذا تمت عملية بناء الجسور
سوف يتوقف عمل موانئ خور الزبير الاقتصادي والنفطي وسوف يسبب خسارة كبيرة للعراق،
لذلك توجهات مجلس الوزراء سارت نحو بناء هذا النفق الذي سيربط ميناء الفاو الكبير
بطريق التنمية بعد ربطه بالطريق الدولي السريع".
من جانبه، قال مدير عام شركة الموانئ العراقية مدير الشركة العامة لموانئ
العراق فرحان الفرطوسي: إنه "بعد بدء عملية فتح الماء على النفق المغمور في
ميناء الفاو الكبير ستبدأ عمليات الفحص والمراقبة بعدها سيكون هناك استكمال للحفر
بالشق الرابط ما بين أم قصر والفاو للبدء بنقل الكتل العشرة ووضعها في مكانها
وتبدأ عملية الربط حتى يتم استكمال طول النفق والبالغ (2444) متراً".
وأضاف، أن "المقتربات في النفق تشكل (28) قطعة لكل جانب فيما يبلغ طول
المقتربات (600) متر"، مبينا، أنه "عندما تجتمع المقتربات مع طول النفق
تشكل الطول الكلي الذي سوف يربط جانب الفاو وأم قصر عبر الطريق الرابط بين مدخل
الفاو ومدينة سفوان".
وأشار إلى، أن "المواد التي تم رفعها من الحفر والأطيان بلغت (85) مليون متر مكعب وكان من المقرر رفع (110) أطنان من الأطيان".
بدوره، قال مدير الإعلام والعلاقات في وزارة النقل ميثم الصافي إن "النفق المغمور يتكون من عشر قطع
كونكريتية عملت الشركة العامة لموانئ العراق ومن خلال شركات عالمية متخصصة على
بناء تلك القطع داخل حوض البناء كخطوة أولى"، مضيفاً، أنه "تم غمر القطع
الكونكريتية والتي عند ربطها مع بعض تكون بطول (1226) مترا للجزء المغمور داخل
المياه من أصل (2444) مع المداخل التي ستشكل النفق المغمور".
وأوضح، أن "هذا المشروع يعد من مشاريع البنى التحتية لميناء الفاو
الكبير الذي سيرتبط بطريق التنمية مرورا بقناة الزبير، وهو الأول من نوعه في منطقة
الشرق الأوسط"، لافتاً إلى، أن "المشروع سيختصر الوقت والجهد والكلفة".
وأشار الصافي إلى، أنه "تم البدء بفتح الماء في حوض النفق المغمور؛
لغرض إغراق الكتل الكونكريتية العشرة التي تم الانتهاء من تنفيذها وتهيئتها لغمرها
داخل قناة الزبير وأن هذه الكتل ستخضع لعمليات الفحص والاختبار خلال شهرين، وبعدها
سيتم تعويمها قطعة تلو الأخرى لنقلها إلى المكان المخصص وهو الشق الذي سيستكمل
حفره بالتزامن مع جاهزية هذه القطع لعملية التعويم"، مبيناً، أنه "سيتم
تشكيل الجزء المغمور لربط ضفتي قناة خور الزبير من جانب أم قصر إلى جانب الفاو".
ولفت إلى، أنه "بعد استكمال النفق سيكون هنالك استكمال للطريق الرابط
بين ميناء الفاو باتجاه مدينة سفوان عبر النفق المغمور ثم يدخل عبر مجسرين"،
مشيراً إلى، أن "نسبة الإنجاز في الجسر الأول منها وصلت إلى 98% والثاني 96%".
وعلى مستوى الإشادة بمشروع ميناء الفاو الكبير، قال رئيس تحالف دعم الدولة
النيابي النائب مرتضى الساعدي في تدوينة على منصة إكس إنه "بعد سلسلة من النجاحات الحكومية المتحققة في طريق نهضة
العراق وازدهاره وبلوغه مراحل متقدمة في مجال التنمية على الصعد كافة، أنجزت حكومة
محمد شياع السوداني منجزاً مهماً وذا جدوى اقتصادية كبيرة (ميناء الفاو
الكبير)"، لافتاً إلى، أن "افتتاح المرحلة الأولى من الأرصفة الخمسة
ورسو البواخر فيه خطوة بالاتجاه الصحيح ستساهم في تنويع الاقتصاد وتوفير فرص عمل".
وبين، أن "المشروع من حيث الطاقة الإجمالية هو الأضخم في المنطقة
ويعتبر نتيجة جدية لعمل الحكومة في التنوع الاقتصادي والاستفادة من الموارد
الطبيعية التي يملكها البلد وتحويلها إلى موارد ترفد العراق وتعجل من ازدهاره و
رقيه".
وأكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم أمس الخميس، أن الأرصفة الخمسة تمثل العمود الفقري لميناء الفاو، فيما أشار الى أن طريق التنمية سيكون شرياناً يربط معظم دول المنطقة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رعى مراسم تسلم الأرصفة الخمسة
لميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، ودخولها العمل الفعلي، بعد أن أنجزتها
الشركة الكورية المنفذة".
وأشار رئيس الوزراء- في كلمة خلال مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة لميناء الفاو
الكبير- إلى "أهمية الأرصفة الخمسة في ميناء الفاو الكبير، كونها تمثل العمود
الفقري لمشروع الميناء بمرحلته الأولى، التي ستستكمل العام المقبل وحسب الجداول
الزمنية المسبقة، وقد رست بالفعل سفن تجارية ضخمة بغواطس كبيرة على أرصفة الميناء
وأوضح، أن "هذا المشروع قد دخل فعلياً في عُقد ومسارات طرق التجارة
والنقل العالمية، التي تمرّ بمنطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى
بالنسبة للتجارة العالمية، وهو يعد أبرز حوض مائي في العالم، تتركز فيه نشاطات
الطاقة والتجارة والتواصل والتبادل بأشكالها كافة، كما سيسهم في تحويل العراق من
دولة بحاجةٍ الى موانئ الآخرين، إلى دولة بحرية مُطلّة على الخليج إطلالة
كاملة".