كشف تقرير نشرته صحيفة الـ "واشنطن بوست"، عن تفاصيل جديدة بشأن العملية الاستخباراتية التي نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي لاختراق " حزب الله"، من خلال أجهزة اللاسلكي "البيجر".
وفي التفاصيل الدقيقة التي نشرتها الصحيفة الأميركية والتي تستند إلى
مقابلات مع مسؤولين أمنيين، وسياسيين، ودبلوماسيين إسرائيليين، وأميركيين، فضلاً
عن مسؤولين لبنانيين وأشخاص مقربين من "حزب الله"،أكد المسؤولون أنه قبل
عامين تم تقديم عرض لـ"حزب الله"، بشأن جهاز "البيجر" من طراز
"أبولو AR924"، على
أنه مناسب لاحتياجات العناصر للتواصل فيما بينهم، ما دفع الحزب لشراء 5 آلاف جهاز،
شرعوا بتوزيعها في شباط الماضي.
وأوضحت الصحيفة، نقلاً عن مصادرها، أن فكرة "عملية
البيجر" نشأت في عام 2022، وبدأت أجزاء من الخطة تتبلور قبل أكثر من عام.
حزب الله يشتري أجهزة البيجر لحماية بيته الداخلي
ووفقاً للصحيفة، ولدت فكرة البيجر من مبدأ إدراك الحزب مدى ضعف
الجماعة أمام المراقبة والاختراق الإسرائيليين، حتى إنهم كانوا يخشون أن تتحول حتى
الهواتف المحمولة العادية إلى أجهزة تنصت وتتبع، تسيطر عليها تل أبيب، ما دفع الحزب إلى شراء أجهزة تبدو مثالية لهذه المهمة مقابل ملايين الدولارات، حيث أن هذه الأجهزة صممها الجهاز الإسرائيلي نفسه، وقام بتجميعها في تل أبيب.
المرحلة الأولى من خطة التجسس تعود للعام 2015
تعود المرحلة الأولى إلى بدايات العام 2015،حين أدخل الموساد أجهزة
الاتصال اللاسلكية "المفخخة"، وكانت الأجهزة تحوي بطاريات كبيرة الحجم،
ومتفجرات مخفية، ونظام إرسال يمنح إسرائيل إمكانية الوصول الكامل إلى اتصالات
"حزب الله".
وأردفت الصحيفة، أن الإسرائيليين اكتفوا على مدى 9 سنوات
بالتنصت على حزب الله، مع الاحتفاظ بخيار تحويل الأجهزة اللاسلكية إلى قنابل في أي
وقت.
وفي عام 2023، بدأ الحزب ينظر في عروض لشراء كميات كبيرة من هذه
الأجهزة التي تحمل علامة "أبولو"، وهي علامة تايوانية، ولها خط إنتاج
يتم توزيعه عالمياً دون أي روابط واضحة مع المصالح الإسرائيلية.
قنبلة موقوتة تزن 3 أونصات ويتم التحكم فيها عن بُعد
من قِبل الموساد
وجاء عرض المبيعات من مسؤولة تسويق موثوق بها لدى "حزب
الله" ولم يكن لديها أي علم بالعملية، ولها صلات بـ "أبولو"، وكانت
هذه المسؤولة، التي رفض المسؤولون الكشف عن هويتها أو جنسيتها، ممثلة سابقة
لمبيعات الشرق الأوسط لدى الشركة التايوانية، ولديها تراخيص لبيع أجهزة
"البيجر" التي تحمل علامة "أبولو"، وفي وقت ما من عام 2023،
عرضت على "حزب الله" صفقة لشراء أحد المنتجات التي تبيعها شركتها وهو
جهاز AR924 القوي
والموثوق.
ووفقاً للمسؤولين المطلعين على الخطة، كانت الأجهزة الخاصة التي
جمعها "الموساد"، والتي يزن كل منها أقل من 3 أونصات، تتضمن ميزة فريدة،
وهي مكان للبطارية يمكنه إخفاء كمية ضئيلة من المتفجرات القوية،حي ث تم إخفاء مكونات القنبلة
بعناية شديدة بحيث لا يمكن اكتشافها تقريباً، حتى لو تم تفكيك الجهاز، كما أن هذه
الأجهزة أيضاً كان يمكن الوصول إليها عن بُعد من قبل الموساد.
ووفقاً للتقرير الصادر عن صحيفة الــ "واشنطن بوست"، لم يكن معظم كبار
المسؤولين في إسرائيل على عِلم بهذه العملية، حتى 12 أيلول الماضي.
مرحلة التنفيذ السرية تمت بضوء أخضر من نتنياهو وأمريكا خارج الحسابات
وقال مسؤولون
إسرائيليون، إن رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" استدعى مستشاريه الاستخباراتيين لعقد
اجتماع لمناقشة الإجراءات المحتملة ضد حزب الله.
وذكر مسؤولون أميركيون أنه لم يتم إبلاغ الولايات المتحدة، أقرب
حليف لإسرائيل، بعملية أجهزة البيجر المفخخة أو النقاش الداخلي حول ما إذا كان
ينبغي تنفيذها، حيث تعد هذه العملية واحدة من أكثر عمليات الوكالة سرية.
وفي نهاية المطاف، وافق نتنياهو على تنفيذ العملية، على الرغم
مخطورتها المستقبيلة البالغة والتي ستؤجج صراعاً كبيراً، وعلى مدى الأسبوع التالي، بدأ الموساد في
الاستعداد لتفجير كل من أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي كان قد تم
توزيعها بالفعل.