رغم أن الحكومة العراقية انخرطت في الجهود الدولية الهادفة إلى وقف النار في لبنان، بين إسرائيل وحزب الله، فإنها تجاهلت إعلان الفصائل المسلحة الموالية لإيران استعدادها للمشاركة في الحرب.
وبحسب
تقرير لصحيفة "الشرق الأوسط"، تابعته "النهرين"، فأن الجهود
الحكومية في بغداد تركزت على دعم لبنان مالياً وطبياً ولوجيستياً، لتفادي تورُّط
الجماعات المسلحة في العنف الإقليمي، بما قد يفتح الباب مجدداً لضرب المصالح
الأميركية في البلاد، وفقاً لمصدر سياسي تحدث مع "الشرق الأوسط".
وقال
المصدر إن "الحكومة العراقية تتحرك في ملفي لبنان وفلسطين انطلاقاً من موقف
أساسي مناهض للعداون الإسرائيلي، واستهداف المدنيين، والتسبب بموجات نزوح مستمرة".
لكن
المصدر استبعد "استخدام إيران أذرعها لتصفية حسابات مع الأميركيين على
الأراضي العراقية ربطاً بالأزمة الإقليمية، لأنها لا تريد إحراج حكومة محمد شياع
السوداني في هذه المرحلة من الصراع".
وقال
المصدر: "الحكومة تركز الآن على إنهاء المراحل الأخيرة من محادثات إنهاء
الوجود القتالي للأميركيين في العراق".
يذكر
ان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد اختتم اليوم مشاركته في اجتماعات الجمعية
العامة للأمم المتحدة، وعاد الى العاصمة بغداد، بحسب بيان لمكتبه، وكان السوداني
قد اكد خلال كلمته أمام الجمعية العامة، أن "النظام الدولي يواجه امتحاناً
صعباً يهدد وجوده، ويجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه، ومنها الحفاظ على الأمن
والاستقرار الدوليَين وحقوق الانسان".
وأضاف
السوداني: "نشهد اليوم سوابق لخرق المواثيق والأعراف الدولية، ويتمُّ تحييد
المُؤسسات الدولية المعنية بإدارة العلاقات الدوليةِ وتنظيمِها، وتعزيز السلم
والاستقرار. غياب هذه المسؤولية يتسبب في اللجوء إلى آلياتٍ بديلة، وتجاهُل هذه
المؤسسات ينذرُ بعودة العلاقات الدولية إلى حالة الفوضى".
وأكد
السوداني أن "العراق يقف بحكومته وشعبه، وبتوجيهات المرجعية الدينيةِ، مع
لبنان، وهو يواجه عدواناً يسعى إلى إغراق المنطقة بصراعات سبق أن حذّرنا منها،
وسنمضي بتقديم المساعدات لتجاوز آثار هذه الاعتداءات".
وقبل مغادرته نيويورك، بحث السوداني مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنتونيو غوتيريش، "ملفات التعاون البنَّاء بين العراق والأمم المتحدة، وقضايا العمل المشترك، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط واستمرار العدوان على لبنان وفلسطين، وما يشكله من تهديد كبير للأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".