أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر،
إن وجود نشاط لحركة حماس وجماعة الحوثيين في العراق، هو خطر يضاف إلى الجماعات
المسلحة الموجودة في البلاد، والتي لها مصلحة في استخدام العنف لتقويض أهداف حكومة
بغداد في تحقيق الاستقرار، كما أنها تدفع العراق إلى صراعات إقليمية أعمق.
ميلر، وخلال مؤتمر صحفي تابعته "النهرين"، قال
بأن "موقف الولايات المتحدة واضح جداً تجاه حماس والحوثيين إذ تعتبرهما
منظمتان إرهابيتان"، مشيراً إلى مخاوف شاركتها واشنطن بصورة مباشرة مع
الحكومة العراقية حول وجودهم في بغداد.
وأضاف، أن الولايات تدعم استقرار العراق وأمنه، منوهاً إلى
استمرار المباحثات بين واشنطن وبغداد فيما يخص انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، قد
كشفت في وقت سابق بتقرير لها، افتتاح مكاتب لحركة أنصار الله الحوثيين اليمنية،
وحركة حماس الفلسطينية في بغداد، وأوضح بأن الحكومة العراقي سمحت للحركتين افتتاح
مكتبيهما بهدوء
تقرير الصحيفة الامريكية، ترجمته "النهرين"،
أكد بأن "افتتاح حماس والحوثيين مكاتب في بغداد، يعكس تطور علاقة المجموعتين
مع العراق في الوقت الذي تعمل فيه طهران على بناء كتلة قوة إقليمية"، وأضاف
التقرير بأنه "لا توجد لافتة على باب
المكتب السياسي الجديد لحماس في بغداد، والعنوان يخضع لحراسة مشددة، وينطبق الشيء
نفسه على مكتب الحوثيين الجديد، الذي يقع على بعد مسافة قصيرة بالسيارة"،
ولفت التقرير الى ان "المكاتب الجديدة للحركتين اليمنية والفلسطينية تعكس دور
العراق المتنامي في حرب الظل بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة".
وتابع التقرير ان "المسؤولين الحكوميين في العراق
سمحوا بهدوء للجماعتين الفلسطينية واليمنية بتأسيس وجود أكثر استدامة في بغداد في
وقت مبكر من هذا الصيف، بعد سنوات من زيارة ممثليهم، رغم النفي العلني للمسؤولين
الحكوميين لمثل هذه الاخبار".
وبحسب الصحيفة، فأن هذه الخطوة تضرب حديث الحكومات
العراقية بالحفاظ على توازن بالعلاقات مع إيران وواشنطن، عرض الحائط، خصوصا وان
كفة الميزان تحول تدريجياً لصالح إيران وقد عملت جارة العراق بشكل مطرد على تضخيم
نفوذها الجيوسياسي من خلال توسيع نطاق تجنيد وتمويل القوات المتعاطفة داخل العراق،
وهو جزء من جهد أكبر تبذله طهران لبناء كتلة إقليمية من القوة الشيعية تمتد إلى
لبنان مع حزب الله وإلى اليمن مع الحوثيين".
ويوضح التقرير، أنه "على خلفية النفوذ الإيراني
المتزايد، أذعنت القيادة العراقية عندما أراد الحوثيون وحماس فتح مكاتب، ويقول بعض
المسؤولين الحكوميين العراقيين، وفقًا لاثنين من الأشخاص الذين تحدثوا إلى صحيفة
نيويورك تايمز، في أحاديث خاصة إنهم غير سعداء بضيوفهم الجدد، لكنهم لا يملكون
القدرة على منعهم نظرًا لنفوذ الأحزاب السياسية العراقية المرتبطة بحزب
الله".
ويؤكد، التقرير، أن “المكتبين الجديدين، أحدهما لحماس،
وهي جماعة سنية، والآخر للحوثيين، وهو مكتب شيعي، يعكسان مدى التغير الذي طرأ على
سياسة العراق منذ عهد صدام حسين، وعلى الرغم من أنه كان مسلما سنيا، إلا أن نظامه
قمع الحركات الإسلامية السنية مثل جماعة الإخوان المسلمين التي كانت حماس تابعة
لها".
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن "الأحزاب
الشيعية هي التي تسيطر في العراق اليوم، ولها ارتباط قوي بإيران، وقد سمح هذا
التحول للجماعات الأجنبية التي لها علاقات بإيران بإحراز تقدم، وتعزيز ما يعرف
باسم محور المقاومة الإيراني، وهي شبكتها المسلحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط
والمخصصة لمواجهة النفوذ الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة".
وافتتحت حماس مكتبها في بغداد في عرصات الكرادة، وهو حي
للطبقة المتوسطة يضم مزيجًا من المنازل المكونة من طابقين والتي تم بناؤها في
السبعينيات ومباني أحدث، وتجتازها شوارع تتميز بعدد قليل من مقاهي البيتزا ومتاجر
الأثاث بالإضافة إلى المباني الجديدة، التي لا يزال بعضها مستمرًا، وتسيطر كتائب
حزب الله على مساحات واسعة من المنطقة، وهي أبرز الجماعات المسلحة الشيعية
العراقية الموالية لإيران وأكثرها سرية"، بحسب التقرير.
وممثل حماس في بغداد هو محمد الحافي عضو مكتب حماس
للعلاقات العربية والإسلامية، تم التواصل مع السيد الحافي عبر الهاتف في آب في
بغداد، ورفض طلبًا للتحدث مع صحيفة التايمز قائلاً "ليس لدي إذن بالتحدث مع
وسائل الإعلام".
وممثل حماس في بغداد وعضو مكتب الحركة للعلاقات العربية
والإسلامية هو محمد الحافي، الذي توفر كتائب حزب الله تفاصيله الأمنية في العراق،
مع عدد من الجماعات والأفراد العراقيين، سواء المنظمات الشيعية المرتبطة بمحور
المقاومة أو الجماعات السنية التي تشترك في الفلسفة التي تتبناها حماس".