متابعات - النهرين
بعد هبوط حاد أنهى بريقه مؤقتاً، دخل الذهب في
حالة من الهدوء الحذر اليوم الثلاثاء، متماسكًا قرب مستوى 3,237 دولاراً للأونصة،
في وقت تبددت فيه شهية المستثمرين للملاذات الآمنة إثر الانفراج المفاجئ في
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وجاء التراجع الحاد بنسبة 2.7% يوم الإثنين،
وسط موجة بيع سريعة دفعتها مؤشرات الأسواق المالية نحو الأعلى، مع عودة الثقة
بالأصول عالية المخاطر. فالاتفاق المؤقت بين واشنطن وبكين، والذي تضمن خفضاً حاداً
للرسوم الجمركية لمدة 90 يوماً، أرسل رسائل مطمئنة للأسواق بأن الحرب التجارية قد
تتراجع حدّتها، ولو بشكل مؤقت.
في تفاصيل الاتفاق، خفّضت الولايات المتحدة
التعرفة على السلع الصينية من 145% إلى 30%، بينما خفضت الصين الرسوم على معظم وارداتها
إلى 10%، في خطوة عكست تحوّلاً ملحوظاً في نبرة إدارة الرئيس ترامب.
وفي ظل هذا المناخ الإيجابي، قفز الدولار
الأميركي بأسرع وتيرة له منذ الانتخابات الرئاسية، وارتفعت عوائد سندات الخزانة،
وهما عاملان شكّلا ضغطاً مباشراً على أسعار الذهب، الذي لا يدرّ أي عائد.
ومع أن المعدن الأصفر لا يزال محتفظاً بمكاسب
سنوية تجاوزت 25%، إلا أن وتيرة التراجع الأخيرة دفعت المتعاملين إلى ترقب خطوات
الاحتياطي الفيدرالي، الذي يُتوقع أن يُقدم فقط على خفضين لأسعار الفائدة خلال
2025، مما يقلل جاذبية الذهب مستقبلاً.
واستقر الذهب الفوري عند 3,237.86 دولارًا
للأونصة، في حين بقيت أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين دون تغييرات تذكر، فيما ظل
مؤشر "بلومبرغ" للدولار الفوري عند مستوياته المرتفعة بعد قفزة بنسبة
1%.