متابعات - النهرين
ارتفعت أسعار الذهب مجددًا، بعد أسبوع اتسم بالتقلبات الحادة، إذ شهد
المعدن الأصفر انطلاقة صاروخية بأكثر من 6% خلال أول جلستين، قبل أن يتراجع
تدريجياً، ويستقر فوق مستوى 3316 دولاراً للأونصة مع نهاية الأسبوع، محققاً زيادة
أسبوعية بنحو 2%.
هذا التحرك جاء في أعقاب الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة
والمملكة المتحدة، يمنح واشنطن امتيازات في الوصول إلى السوق البريطانية، إلى جانب
تسهيلات جمركية على الصادرات الأميركية. في المقابل، حصلت لندن على إعفاءات محدودة
من الرسوم المفروضة على السيارات والصلب والألمنيوم. ورغم التفاؤل، فإن الاتفاق لم
يرقَ إلى "الشامل والكامل" كما كان يأمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
في السياق ذاته، أبدى ترامب تفاؤلاً حذراً حيال المفاوضات المرتقبة مع
الصين، ملمّحاً إلى إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضها على السلع
الصينية بنسبة 145%، إن أحرزت المحادثات تقدماً ملموساً. بكين من جانبها، عاودت
مطالبتها برفع تلك الرسوم بالكامل.
هذا الحراك السياسي والتجاري انعكس على أسواق المال، حيث تراجعت سندات
الخزانة الأميركية في ظل تزايد إقبال المستثمرين على الأصول الأعلى مخاطرة، بعد بيانات
قوية من سوق العمل الأميركي واتفاق لندن–واشنطن، مما خفف من توقعات خفض أسعار
الفائدة. وبدوره، تضرر الذهب قليلاً كملاذ آمن، خاصة وأنه لا يدرّ فائدة.
ومع ذلك، تبقى الصورة غير مكتملة. فالاتفاق بين واشنطن ولندن، رغم زخمه
الإعلامي، يفتقر إلى التفاصيل الكافية التي تعيد ثقة المستثمرين في أجندة ترامب
الاقتصادية أو تخفف من القلق بشأن تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل.
بحلول الساعة 7:30 صباحاً بتوقيت سنغافورة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة
0.3% ليصل إلى 3316.46 دولاراً للأونصة. وبدورها، سجلت المعادن الأخرى مثل الفضة
والبلاديوم والبلاتين مكاسب طفيفة، بينما استقر مؤشر الدولار الأميركي، مرتفعاً
بنسبة 0.5% خلال الأسبوع.