أقل من شهرين، هو ما تبقى على على المواجهتين المصيريتين للمنتخب العراقي بكرة القدم في تصفيات كأس العالم 2026 أمام كوريا الجنوبية والأردن، ومصير المدرب الجديد مجهول بعد إقالة المدرب الإسباني خيسوس كاساس، بسبب سوء النتائج، فيما تعصف انقسامات حادة بالبيت الكروي.
وتابعت
"النهرين"، تصريحات ومواقف لمقربين من اتحاد الكرة، اكدوا بان "الخلافات
داخل الاتحاد قسمت الأعضاء إلى جبهتين، الأولى تتكون من الرئيس عدنان درجال وعلي
جبار وغانم عريبي وأحمد الموسوي وفراس بحر العلوم ورشا طالب"، أما "الجبهة
الأخرى تتكون من يونس محمود وغالب الزاملي ومحمد ناصر ورحيم لفتة وخلف جلال وكوفند
عبد الخالق"، وفيما يخص العضو المستقيل يحيى زغير، فبينت المصادر "الاستقالته
شكلية ووقتية، لأن الموقف حرج بالنسبة له ولا يريد الوقوف مع طرف دون آخر".
ووسط
كل هذه الضبابية، تحدثت مصادر عن إمكانية الحل مع تدخل رئيس الوزراء على الرغم من
أن أحد مستشاريه لوح بإيقاف الدعم، حيث قدم السوداني خلال اجتماعه بمستشاريه لشؤون
الشباب والرياضة خالد كبيان، وإياد بنيان، الخميس الماضي، "مبادرة"
للمساهمة في حل الأزمة الأخيرة التي شهدها البيت الكروي متمثلا باتحاد كرة القدم
العراقي، نزولا عند مطالبات ومناشدات عدة من قبل الجماهير والإعلام دفعت السوداني للتدخل،
بسبب التقاطعات الشخصية بين الأعضاء، في وقت حاسم لمصير المنتخب الوطني، وسط عدم
مبالاة من قبل أعضاء الاتحاد المشغولين بالصراعات الداخلية".
وبحسب
المصادر، فأن "الدعوة الأخيرة للسوداني لحل المشاكل واضحة جدا، وربما ستكون
الإجراءات حازمة كقطع التمويل المالي وكثير من التفاصيل التي تضر بالاتحاد، كون
الدولة تمنح المال ومن حقها أن تراقبه، وقبل فترة وجيزة منحت قطع أراض وجوازات
دبلوماسية لأعضاء الاتحاد".
وبحسب
ما تابعته "النهرين" من تصريحات لمستشار السوداني الرياضي، خالد كبيان، اكد
فيها "تدخل السوداني يتعلق بتوجيه الاتحاد والوقوف على التحديات والمشاكل
وحلها حتى يستعد الاتحاد واللاعبون والمدرب الجديد لخوض المباريات المتبقية مع
الأردن وكوريا الجنوبية التي نأمل منها تحقيق نتائج إيجابية"، مضيفا انه "وفي ظل ظروف الخلافات الحالية فإن ثمة
مشكلة وتداعيات نفسية ومعنوية على اللاعبين"، مشيرا إلى أن "السوداني
وجهنا بلقاء رئيس وأعضاء الاتحاد حتى تتم حلحلة مشكلاتهم بشكل نهائي، لكن حتى الآن
لم نجتمع بأعضاء الاتحاد بسبب سفر رئيس الاتحاد إلى ماليزيا، لذا سيكون الاجتماع
نهاية خلال الساعات المقبلة".
وعما
إذا ما اعتبرت هذه الخطوات تدخلا حكوميا يمكن أن يؤدي إلى عقوبات دولية على
الرياضة، أجاب كبيان بأن "الحكومة لا توجه الاتحاد إداريا أو فنيا كي يعتبر
تدخلا حكوميا، نحن نحاول حل مشكلات الاتحاد وتقريب وجهات النظر، فأعضاء الاتحاد
عجزوا عن حلها، والحكومة تريد أن تساعد في ذلك".
وعن
مصير الدعم الحكومي ومتطلبات المدرب الجديد، يوضح أن "الحكومة داعمة من
البداية إلى النهاية، وإذا ما احتاج الاتحاد إلى دعم فهو موجود، لكن مشكلاتهم حتى
الآن ليست مالية، بل مشكلات إدارية تتعلق بالتقاطعات الشخصية وعدم التوافق وحدوث
خلافات في كل اجتماع".
اصل
الانقسام داخل الاتحاد، حول هوية المدرب البديل بين عربي ومحلي، كذلك المصير
النهائي لكاساس مع وجود بند في عقده يلزم الاتحاد بعد إمكانية إقالة المدرب حتى
إشعاره قبل مدة شهر، وهذا قد يستغل قانونيا إذا تحدث الأعضاء عن إقالته، لكن بعد
هذه الضغوط، فالمدرب لا يمكن أن يستمر".
أما
المدرب البديل، فتكشف المصادر، أن "رئيس الاتحاد عدنان درجال ومن يؤيده في
مجلس الإدارة مع خيار المدرب المغربي الحسين عموته حتى الآن بسبب معرفته بمنتخبات
القارة والمجموعة، لكن الآخرين يرغبون بالمدرب المحلي".
من
جانبه، اكد الخبير القانوني في الشؤون الرياضية أسامة عدنان، أن "المكتب
التنفيذي لاتحاد الكرة، يتكون من 13 عضوا والقرارات تكون بالنصف زائد واحد، أي 7
أصوات، لذلك فإن الأمر الإداري للتعاقد مع خيسوس كاساس، يحتوي على موافقة المكتب
التنفيذي، لكن جميع الأعضاء تنصلوا عن المسؤولية".
وفي
ما يتعلق بصياغة العقد، يوضح أن "أي اتحاد يتعاقد مع مدرب، فإن الأخير يضع
شروطا، والاتحاد يوافق، وهذا ما حصل مع جميع شروط كاساس"، مستدركا أن "الاتحاد
كان عليه أن يتعاقد معه حتى نهاية تصفيات كاس العالم، وليس لغاية 2027 وبعدها إذا
أراد أن يقيله أو يبقي عليه فلا ضرر مادي"، مضيفا ان "المادة الثامنة من
عقد كاساس تنص على إخطار المدرب قبل شهر من موعد إقالته ودفع الشرط الجزائي، أي
يجب أن يدفع الاتحاد 550 ألف دولار، 50 كراتب و500 كشرط جزائي عدا مساعديه، وإذا
لم تنفذ هذه المادة فإن المدرب سيحمل الاتحاد مبالغ إلى نهاية 2027 بقيمة تصل إلى
أكثر من مليون دولار".