يزور الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لبحث عدد من الملفات ذات الأهمية الاستراتيجية، وعلى رأسها قضايا الحدود، والأمن، والاقتصاد، والمياه، واللاجئين.
وأكدت مصادر دبلوماسية أردنية أن زيارة الشرع إلى عمّان تُعد الثالثة له خارجياً، بعد زياراته إلى السعودية وتركيا، منذ توليه السلطة عقب الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي إثر هجوم خاطف للمعارضة.
وتأتي هذه الزيارة قبل نحو أسبوع من القمة العربية الطارئة في القاهرة، التي تلقى الرئيس السوري دعوة رسمية لحضورها من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي.
ويرى مراقبون أن اللقاء بين الشرع والملك عبد الله يحمل أهمية كبيرة، نظراً للظروف الإقليمية المعقدة، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتوغل الإسرائيلي في بعض المناطق السورية.
كما يُنظر إلى الزيارة باعتبارها خطوة لاستقطاب الدعم الأردني للإدارة السورية الجديدة، التي تسعى لتعزيز الاستقرار وإرساء الأمن، وهو ما أكده الملك عبد الله خلال تأكيده دعم الأردن لوحدة سوريا واستقرارها، وتوطيد العلاقات الثنائية والتنسيق المستمر في القضايا المشتركة.
ومن بين الملفات المطروحة على طاولة المباحثات، يُتوقع أن يحظى الملف الأمني باهتمام خاص، حيث يعاني الأردن من عمليات التسلل وتهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود المشتركة، والتي كانت تُدار في السابق برعاية رسمية من النظام السابق.
كما تأتي قضية المياه كأحد المحاور الرئيسية للنقاش، حيث يعاني الأردن من أزمة مائية، ومن المتوقع أن تبدي الإدارة السورية الجديدة مرونة في التعاون بهذا الملف، بما يضمن للأردن حقوقه المائية.
اقتصادياً، يُتوقع أن تسهم المحادثات في تعزيز الربط التجاري بين الدول المحورية في المنطقة، بما في ذلك السعودية، والأردن، وسوريا، وتركيا، وهو ما قد يؤدي إلى تشكيل ما يشبه "هلال اقتصادي" يُعزز من الحراك الاقتصادي الإقليمي.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي قد صرح الشهر الماضي بأن خطر تنظيم "داعش" لا يزال قائماً في سوريا، ويشكل تهديداً للأمن الإقليمي، كما أشار إلى انتهاكات النظام السوري السابق لحقوق الأردن المائية، ما يجعل هذه الملفات ضمن أولويات المباحثات بين القيادتين السورية والأردنية.